تركيا

نتائج الإنتخابات البلدية في تركيا للعام 2024

منذ عقود، كانت إسطنبول تعتبر بوابة النجاح للأحزاب السياسية في تركيا، حيث يربط الفائز بالعاصمة الاقتصادية مباشرة بفوز واسع في الانتخابات الوطنية. في العام 2019، شهدت البلاد تحولًا بارزًا حين فاز حزب “الشعب الجمهوري” المعارض في بلديات ثلاث مدن رئيسية، وهي إسطنبول وأنقرة وإزمير، مما دفع برؤساء بلديات حزب “العدالة والتنمية” الحاكم إلى الرحيل.
نتائج الانتخابات البلدية في تركيا
تتزاحم اليوم 46 مرشحًا من مختلف الأحزاب السياسية والمستقلين في إسطنبول، في محاولة للفوز بمقعد العمدة، ومن بينهم مرشح حزب “العدالة والتنمية” مراد كوروم، الذي يسعى لاستعادة المدينة التي فقدها لصالح المعارضة قبل خمس سنوات. يقف أمامه تحدي كبير من خلال منافسه الرئيسي، مرشح حزب “الشعب الجمهوري” والرئيس الحالي للبلدية أكرم إمام أوغلو، الذي يسعى للحفاظ على هذا النجاح التاريخي للمعارضة.
يجدر بالذكر أنه في ظل التنافس الشديد، تعتمد حسابات الفوز والخسارة على عوامل عديدة، بما في ذلك التوجهات السياسية الحالية، ومدى تأثير القضايا المحلية على قرارات الناخبين، وكيفية إدارة الحملات الانتخابية من قبل المرشحين. يبقى السؤال الأهم هو: هل ستبقى إسطنبول بوابة النجاح السياسي في تركيا، أم ستشهد انقلابًا جديدًا في هذه الانتخابات المحلية المهمة؟ يتبقى لنا الانتظار ورصد التطورات لمعرفة الإجابة.
الوضع الحالي للجوء في تركيا يكشف عن مشهد سياسي معقّد، حيث يُثير موضوع اللاجئين الجدل ويشكل محوراً للنقاشات السياسية خاصةً في الأوساط الانتخابية. ورغم أن ورقة اللاجئين لا تلعب دورًا بنفس القوة في الانتخابات المحلية كما في الانتخابات الرئاسية، فإنها لا تزال موضع اهتمام وتصريحات من قبل الأحزاب المختلفة.
يعبر المرشح الرئاسي السابق كمال كليجدار أوغلو عن موقفه بشكل صريح، حيث أثار استياء فئة من الأتراك بتعبيراته المثيرة للجدل بشأن اللاجئين، مما أدى إلى تصاعد المشاعر العامة المعارضة لاستخدام قضية اللاجئين لأغراض سياسية.
من جهة أخرى، تعتمد الحكومة الحاكمة على وعود بإعادة اللاجئين بظروف آمنة وعلى شكل “عودة طوعية”، مما يبرز تباين الآراء والتحديات التي تواجه سياسة اللجوء في البلاد.
في هذا السياق، يشير رئيس مقاطعة إسطنبول في حزب “العدالة والتنمية” عثمان نوري كاباكتيبي إلى أن المشكلة ليست مع عرق معين بل تتعلق بالإرهاب، مؤكدًا على أهمية تقديم الخدمات وتحقيق الاستقرار في المدينة.
من ناحية أخرى، يصف عضو حزب “الشعب الجمهوري” المعارض عمر جان أوغلو ملف اللاجئين بـ”القضية الشائكة”، ويعبر عن استياء المجتمع التركي من هذه القضية وتهديدات الرئيس أردوغان بفتح الحدود أمام اللاجئين كوسيلة للضغط السياسي.
بالنهاية، تظهر هذه التصريحات والآراء السياسية المتضاربة الحاجة الملحة للحوار والحلول الشاملة لقضية اللاجئين في تركيا، وذلك من خلال استراتيجيات تعاونية تضمن حقوق اللاجئين وتعزز استقرار المجتمع المضيف.