أخبارناسوريا

مجزرة سجن تدمر العسكري: ذكرى دموية في تاريخ سوريا

شهد سجن مدينة تدمر العسكري واحدة من أكبر المجازر في زمن الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد قبل 44 عامًا، وذلك في أعقاب محاولة اغتيال فاشلة استهدفته في 26 يونيو 1980.

خلفية الأحداث، في ذلك اليوم تعرض حافظ الأسد لمحاولة اغتيال حين كان يودع الرئيس النيجيري حسين كونتشي عند باب قصر الضيافة في حي أبو رمانة بالعاصمة دمشق. وفي رد فعل سريع، اتهم الأسد جماعة “الإخوان المسلمين” بالتخطيط والتنفيذ لهذه المحاولة. وجاء رده عنيفًا، إذ أمر أخاه رفعت الأسد بالانتقام من المعتقلين السياسيين والمعارضين وأعضاء جماعة “الإخوان” في سجن تدمر.

تنفيذ المجزرة، كلف رفعت الأسد صهره الرائد معين ناصيف، بتنفيذ عملية تصفية المعتقلين. وفي 27 يونيو 1980، انطلق ناصيف مع 100 من عناصر سرايا الدفاع من دمشق إلى سجن تدمر على متن 12 مروحية. دخل نحو 80 ضابطًا وعنصرًا منهم إلى السجن وبدأوا بإطلاق النار ورمي القنابل داخل الزنازين، ما أسفر عن مقتل نحو 1000 شخص.

ضحايا المجزرة، كانت ضحايا المجزرة كبيرة جدًا حيث تم دفن القتلى في أماكن مجهولة في الصحراء. وحتى اليوم، لم يتم توثيق عدد وأسماء الضحايا بشكل دقيق ولا حتى أماكن دفنهم، وذلك بحسب شبكات حقوقية.

سجن تدمر، سجن تدمر هو سجن قديم يقع في صحراء حمص على بعد 200 كم من دمشق. تم بناؤه في ثلاثينيات القرن العشرين واستخدمه نظام الأسد لاعتقال سجناء الرأي والمعارضين السياسيين.

تظل مجزرة سجن تدمر واحدة من أكثر الأحداث دموية وغموضًا في تاريخ سوريا الحديث، حيث لا تزال تبعاتها تلاحق ذاكرة البلاد وتجسد قسوة النظام في قمع معارضيه.