لغز روجا إجناتوفا ملكة العملات المشفرة الهاربة
شهد العقد الأخير طفرة هائلة في مجال العملات المشفرة، والتي أدت إلى خلق فرص مربحة كثيرة للمستثمرين، لكن هذه الفرص جلبت معها أيضًا موجة من عمليات الاحتيال. في عام 2023 وحده، سجلت عمليات الاحتيال المرتبطة بالعملات المشفرة خسائر تصل إلى حوالي أربعة مليارات دولار. من بين الأسماء البارزة في هذا السياق تأتي روجا إجناتوفا، التي عرفت بـ”ملكة العملات المشفرة”.
روجا إجناتوفا مولودة في بلغاريا وتحمل الجنسية الألمانية. حصلت على شهادة القانون من جامعة أوكسفورد وبدأت في عام 2016 بالترويج لعملتها الرقمية المشفرة الجديدة “وان كوين” (OneCoin)، والتي زعمت أنها ستكون المنافسة الرئيسية لعملة البيتكوين الشهيرة. روجت إجناتوفا لعملتها الجديدة بوعود بجوائز ومكافآت للمشترين، مما جذب الكثير من المستثمرين. بحلول الوقت الذي اكتشف فيه المستثمرون أنهم ضحية لعملية احتيال، كانت إجناتوفا قد جمعت حوالي أربعة مليارات دولار. عقب ذلك، أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) مذكرة اعتقال بحقها ورصد مكافأة مالية لمن يساعد في القبض عليها. بدأت المكافأة بمبلغ 100 ألف دولار، ثم زادت إلى 250 ألف دولار، وأخيرًا إلى 5 ملايين دولار، لكنها لا تزال طليقة حتى الآن.
كشفت وثائق خاصة لمكتب التحقيقات الفيدرالي أن روجا إجناتوفا كانت تتمتع بحماية أحد أكبر تجار المخدرات في بلغاريا، المعروف باسم تاكي، والذي هو أيضًا مطلوب من طرف الإنتربول. هذا الحماية العالية زادت من صعوبة القبض عليها. تعليقات الجمهور على إجناتوفا متنوعة. يرى البعض أنها زورت جواز سفرها وغيرت مظهرها لتعيش بحرية بالأموال التي جمعتها، في حين يعتقد آخرون أن التعامل بالعملات المشفرة محفوف بالمخاطر وأن الاحتيال فيها منتشر. بعض الآراء ترى أن إجناتوفا ليست سوى وجه لمنظمة احتيال دولية وأنها لن تُقبض عليها بسهولة.
آخر ظهور علني معروف لروج إجناتوفا كان في عام 2017، عندما شوهدت وهي تستقل طائرة من صوفيا إلى أثينا. الشائعات تدور حول أنها لجأت إلى عمليات تجميل لتغيير ملامحها، بينما تداولت مواقع إخبارية خبر مقتلها في عام 2018 على يد حارسها تاكي، حيث قيل إنه قطع جسدها وألقى به في البحر. بعد ذلك، في عام 2019، تداولت أخبار عن اعتقال شقيقها بعد تواصله معها.
يبقى السؤال المحير، لماذا لم يتم القبض على “روجا إجناتوفا” حتى الآن؟ هل هي حقًا مختبئة ببراعة أم أنها ضحية لشائعات غير مؤكدة؟ هذه القصة تظل واحدة من أكثر قصص الاحتيال إثارة في عالم العملات المشفرة، وتعكس المخاطر الكبيرة التي قد يتعرض لها المستثمرون في هذا المجال.