يواصل الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، تشكيل إدارته الجديدة استعدادًا لتولي السلطة رسميًا في 20 يناير 2025. وعد ترامب بتقوية الجيش الأميركي والعمل على إنهاء الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، في خطوة أثارت تفاعلًا واسعًا في الأوساط السياسية. وأكدت وزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتان أن عملية انتقال السلطة بين الديمقراطيين والجمهوريين ستكون سلسة ومنظمة.
أعلن ترامب أنه ينوي تعيين روبرت إف. كينيدي جونيور، المعروف بمواقفه المشككة في اللقاحات، وزيرًا للصحة. وقال الرئيس المنتخب إن وزارة الصحة بقيادة كينيدي ستعمل على حماية الأميركيين من المواد الضارة والمبيدات والمنتجات الدوائية التي ساهمت في تفاقم الأزمة الصحية في البلاد. يُذكر أن كينيدي كان قد تنازل عن ترشحه المستقل للرئاسة في أغسطس الماضي ودعم ترامب، مما أثار قلق بعض الخبراء من توجهات السياسة الصحية في الإدارة القادمة.
وفي خطوة مثيرة للجدل، اختار ترامب مات غيتس، الذي يُشتبه في تورطه بعلاقات غير مشروعة، وزيرًا للعدل، مدعومًا بثلاثة من محاميه الشخصيين الذين يعتزم تعيينهم كمساعدين له في الوزارة.
أعلن ترامب تكليف الملياردير إيلون ماسك برئاسة لجنة "الكفاءة الحكومية"، التي ستكون مهمتها تقديم تقارير حول تخفيضات كبيرة في الإنفاق الحكومي، بما يصل إلى 2000 مليار دولار. وتهدف اللجنة إلى تحسين كفاءة العمل الحكومي، وتأتي هذه الخطوة في إطار خطط ترامب لترشيد الإنفاق الفيدرالي وتعزيز فعالية الحكومة.
اختار ترامب السناتور ماركو روبيو وزيرًا للخارجية، بعد علاقات متوترة سابقة بينهما خلال حملتهما الانتخابية في 2016. كما عين بيت هيغسيث، مقدم البرامج في "فوكس نيوز" وضابط الجيش السابق، وزيرًا للدفاع. وفي حال موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه، سيتولى هيغسيث قيادة 3.4 ملايين جندي ومدني، مع ميزانية سنوية ضخمة تزيد عن 850 مليار دولار.
أشار ترامب في خطاب ألقاه في مارالاغو بولاية فلوريدا إلى خططه لتعزيز الجيش الأميركي، قائلًا: "علينا أن نكون دولة عظيمة بجيش قوي وضرائب منخفضة. يجب أن نهتم بقواتنا المسلحة كما فعلنا من قبل". وتعهد الرئيس المنتخب بالعمل على إنهاء النزاعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، مؤكدًا على ضرورة إيقاف هذه الحروب المستمرة.
من المتوقع أن يجري وزير الخارجية الحالي، أنتوني بلينكن، محادثات مع خليفته المعين، ماركو روبيو، حول المرحلة الانتقالية، وسط تعهدات من البنتاغون بعملية انتقال منظمة وناجحة. تأتي هذه التعهدات بالتزامن مع خطط ترامب لخفض الإنفاق الحكومي، حيث سيتم استعراض مقترحات اللجنة التي يرأسها ماسك في تقارير فردية ومجمعة.
بهذه التعيينات والخطط الطموحة، يبدو أن إدارة ترامب الجديدة تستعد لإحداث تغييرات كبيرة في السياسة الداخلية والخارجية، وسط توقعات بمزيد من النقاشات الساخنة في الأوساط السياسية الأميركية.